رياضة رياضيون يعكسون الهجوم على الإرهابيّين: التونسيون جاهزون للقتال ضدّ الأنذال..
الأربعاء 16 جويلة 2013، الموافق للثامن عشر من شهر رمضان، يوم سيدوّنه التاريخ في سجلّات تونس بالحبر الأسود القاتم والحزين.. كيف لا يكون الأمر كذلك والعدوّ الغاشم واليد الجبانة للإرهابيين تهتكان وتنكّلان بأجساد جنود الجيش الوطني بطريقة شنيعة جاءت لتؤكد أنّ هؤلاء المجرمين بلا قلوب وبلا رحمة وبلا إحساس.. وبأنّ هؤلاء «الأنذال» أحقر من النذالة وأتفه من التّفاهة.. صحيح إنّ ما فعلوه يدمي القلوب لكن رغم بشاعة ما فعلوه فإن ذلك يجب ألّا يخيفنا،ألّا يربكنا، ألّا يزعزع ثقة التونسيين بأنفسهم، ألّا يجعلنا نرفع راية الاستسلام ونطأطأ رؤوسنا في التّراب..
أجل رغم مخلفات هذه الجرائم يجب أن نصمد، أن نتوحّد شيبا وشبابا، رجالا ونساء من أجل دفع عجلة المؤسّستين الأمنية والعسكرية إلى الأمام وكسب معركة الإرهاب.. «أخبار الجمهورية» فتحت هذا الملف في صفحاتها الرياضية وغاصت في ثناياه مع مجموعة من الرّياضيين أصرّوا على عكس الهجوم على الإرهابيين كلّ بطريقته فكانت هذه التصريحات:
مختار التليلي :«من يزرع الأشواك يجني الجراح»..
أوّل المتدخّلين في هذا الملف كان المدرّب الوطني السابق مختار التليلي الذي استهلّ كلامه بقوله، إن من يزرع الأشواك يجني الجراح.. وإن من يوهم الشارع بأنّ هؤلاء الجبناء يفكّرونه في شبابه وهم بمثابة أبنائه.. وإنّ من يضحك على ذقون الشعب الكريم بمسرحية أن من يسكنون الجبال من الملتحين هم مواطنون يمارسون الرياضة للتخلّص من «الكولستيرول».. وإنّ من يقول بمناسبة أحداث السفارة الامريكية في تونس: «جيناهم من قدّام جاوونا من تالي».. كلّ هذه الاعذار الواهية والمضحكة المبكية ساهمت بشكل أو بآخر في رسكلة الارهابيين وتغلغل الارهاب الذي تحوّل الى قنبلة موقوتة انفجرت في وجوه رجال الجيش والأمن الأشاوس في أكثر من مناسبة قبل أن تحصل ذات الجرائم بأكثر قوّة مساء الأربعاء الفارط إثر إستهداف قافلة عسكرية تزامنت مع آذان المغرب في كمين نصبه هؤلاء الجبناء الآثمين..
في ذات السياق قال التليلي إن الشعب الكريم وأحرار تونس الذي انتفضوا يوم 14 جانفي 2011 -وليس أولئك الذين ركبوا على حصان الثورة وفعلوا ما يحلوا لهم باسم الدين وهو براء منهم- أن يتحلّوا باليقظة التامة ويساندوا الدولة ورجال الأمن والحرس والجيش للصّمود في وجه العدوّ الغاشم ومقاومته بكلّ استبسال لأنّ ما فعله الارهابيين ليلة الأربعاء الفارط لن يكون الجريمة الاخيرة في حقّ تونس وأبنائها الشرفاء..
من جهة أخرى قال محدّثنا إن كلّ شرائح المجتمع من رياضيين وغيرهم مستعدون للنزول الى ساحة الحرب لقتال جبناء الشعانبي في جحورهم ومساندة رجال الأمن والجيش للقضاء على الإرهاب في تونس الغالية..
وفي الأخير دعا التليلي كلّ المواطنين لعدم السقوط في فخّ بعض السياسين الذين يخطّطون لتنفير المواطن من التسجيل قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية حتى يخلو لهم الجوّ ويجدون «تونس خالية يوم الانتخابات فيقيمون بداخلها الأذان..»
زياد الجزيري :«لن نقاوم الارهاب بالخطابات الجوفاء»
من جهته قال اللاعب الدولي السّابق زياد الجزيري إنّ هذه الجرائم الشنعاء التي تتجدّد في حقّ تونس ورجال الأمن والجيش والحرس الوطني لم تعد تحتمل الصّمت ومقاومتها بشعارات وخطابات سياسية جوفاء.. بل إن المجزرة التي ارتكبت في حقّ أبناء تونس مساء الاربعاء الفارط في جبل الشعانبي أصبحت تستدعي من كلّ الشرفاء والغيّورين على هذه التربة الغالية التضحية بكلّ غال ونفيس وعدم رفع راية الاستسلام والتخلّي بقوة الشخصية والمعنويات العالية لإرباك إرهابيين لا يمتلكون ذرة من الانسانية والوطنية..
المدير الرياضي للنجم الساحلي أكّد كذلك إنّ هذه الفترة الحساسة تستوجب من كلّ المواطنين في القصرين وغيرها من المدن التونسية التجنّد لقتال الجبناء في الشعانبي بالذّات ودفع الأمنيين الأبطال إلى كسب المعركة والقضاء على الإرهاب ومجرميه.
زياد التلمساني :« حذار من الذين يدعّمون الإهاب في سريّة تامّة»
أمّا الّلاعب الدولي الأسبق زياد التلمساني فقد إستهلّ تدخلّه بالترحم على أرواح شهداء الجيش البواسل، قبل أن يطالب السّياسيين بالتخلي عن حبّ الذّات والترفّع عن المصالح الضيقة والوحدة في ما بينهم من أجل عزّة تونس ومصلحتها فقط وهو ما سيساهم في غلق كلّ المنافذ التي يتسلّل منها الإرهابيين الذين يهمّهم جدّ أن يتوفّر الانشقاق بين كلّ أبناء الوطن الواحد وأن يغيب التوازن السياسي الذي يشجع هؤلاء المجرمين على تنفيذ مخططاتهم، من جانب أخر حذّر التلمساني من تحرّكات الأشخاص الذين لا يمتلكون حسّا وطنيّا وضمائر حيّة تجاه تونس الغالية ممّا جعلهم يدعّمون الإرهابيين في سريّة تامّة بشكل أو بآخر وهو ما يستوجب من الدولة اليقظة التّامة وتوفير كلّ المعدّات والأسلحة اللّازمة لرجال الأمن والحرس والجيش الأشاوس لينجحوا في القضاء على هذا العدوّ الذي يجب إرباكه وزعزعة ثقة مجرميه في أنفسهم من أجل الاطاحة بهم وكذلك للتصدّي للخونة الذين يتربّصون بتونس من أجل الوصول الى مطامع سياسيّة لا قيمة لها أمام سلامة تونس وأمنها الذي يجب أن يبقى فوق كلّ اعتبار..
وفي ذات السياق قال التلمساني إنّ بعض من لا يبالون بالجرائم التي ارتكبت في حقّ جنود تونس، يجب أن يدركوا أنّ تونس سيحكمها رئيس دولة واحد وليس 12 مليون رئيس وهو ما يفرض عليهم الكفّ عن التجاذبات والصّراعات التي يحبّذها الإرهابيين من أجل تحقيق أغراضهم الدّنيئة..
حافظ حميّد:«العدالة الاجتماعية، أحد الحلول للقضاء على الإرهاب»
من جهته قال حافظ حميّد الرّئيس السّابق للنجم السّاحلي إنّه مريض لما حصل لجنود تونس الذين ضحّوا بحياتهم من أجل حماية 12 مليون تونس، وشدّد على القول إنّ الإرهاب المتغلغل في ثنايا جبل الشعانبي وغيره من الأوكار الأخرى أصبح يفرض على كلْ أفراد الشعب التونسي بالتجنّد ليلا ونهارا لمقاومة الإهاب وصدّ المجرمين الجبناء وهذا العدوّ الغاشم.
محدّثنا اعترف أيضا أن «الكورة» الآن أضحت كذلك في مرمى رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال ليمدّوا أياديهم لانتشال الشباب من البطالة وتوفير مواطن الشغل لهم حتى نمنع الإرهابيين من مزيد استقطابهم وحمايتهم من الإنخراط في منظومة هذه الجرائم الفظيعة ووضع حدّ للإرهابيين الذين يخطّطون لهتك 3000 سنة من الحضارة والأمن والسّلم والاستقرار..
من جهة أخرى حمّل حافظ حميّد للدولة مسؤولياتها كاملة ودعاها إلى التحرّك رغم أنف المجلس الوطني التأسيسي لفرض قوانين صارمة وجادّة تهدف الى القضاء نهائيا عن الإرهابيين وكلّ من يتستّر عليهم ويدعّمهم بشكل أو بآخر، لا أن تبقى في هذا الظّرف الأسود تحت رحمة «جماعة» المجلس التأسيسي أو السياسيين الذين يتقاتلون على الكراسي ويبحثون عن مصالحهم الذاتية..
كما ألحّ رجل الأعمال حافظ حميّد على تكريس العدالة الاجتماعية للقضاء على الفقر باعتباره منبعا لتفريخ الإهاب والإرهابيين .
الناصر البدوي: «نثق في قدرة المؤسّستين الأمنية والعسكرية في القضاء على هذا العدوّ»
أمّا المدير الرّياضي للنادي الصفاقسي ونعني به الناصر البدوي فقد أكّد أن الجرائم الشنيعة التي إرتكبها الإرهابيون الجبناء وعديمي الضمير في حقّ جنود تونس (رحمهم الله) في هذا الشهر الكريم مسّته في الصميم لأنّ الإرهاب دخيل على تونس المعروفة بأمنها وسلمها، ومع ذلك فإنّه مازال يثق في قدرة المؤسّستين الأمنيّة والعسكرية على كسب معركة الإرهاب والقضاء عليه دون رجعة..
البدوي قال كذلك إنّ كسب الرّهان في هذا الملف الخطير ليس من مشمولات رجال الأمن والحرس والجيش فقط، بل هو مسؤولية كلّ من قلبه ينبض بحبّ تونس.. مسؤولية كلّ مواطن مطالب بالتعاون مع السلط الأمنية ومدّها بكلّ المعلومات التي تساعدها في الوصول إلى كلّ إرهابي يمارس جرائمه الشّنعاء في حقّ الأبرياء تحت ستار ديننا الاسلامي الحنيف الذي لا علاقة له لا من قريب ولا بعيد بما يفعله مجرمو جبال الشعانبي..
البدوي ختم تدخّله بتوجيه رسالة إلى كلّ السّياسيين وضمّنها دعوته بالالتفاف حول الدولة والتعاون معها بإخلاص وبصدق بخصوص ملف الارهاب الذي يساوي القضاء عليه إزدهار تونس ونجاحها سياسيا وسياحيا واقتصاديا واجتماعيا.
اعداد: الصحبي بكار